آيا صوفيّا، أيقونة الجمال المعماريّ، جوهرةٌ متلألئةٌ ببنائها المذهل وزخارفها الرائعة، تحمل الكثير من القصص والحكايات بين تفاصيلها النادرة، واحدةٌ من أهم معالم إسطنبول.
بين كنيسةٍ ومسجدٍ ومتحفٍ يولد مزيجٌ من الروحانيّات لتبقى آيا صوفيا رمزاً قائماً وصرحاً مهيباً، يستقطب السيّاح الأجانب والأتراك على حدٍ سواء وشاهداً على آثارٍ وقصصٍ ماضية مثيرة.
قصة آيا صوفيا التي يزيد عمرها عن 1500 سنة والتي لا يعلمها الكثيرون. لا أعرف من أين أبدأ، لايسعني الحديث عن هذا المكان المتميز والمميز تاريخيًا في عدة سطور فقط ولكن اختصارًا وليس تفصيلًا سنتحدث عنها.
آية صوفيا الكنيسة:
في بادئ الأمر كانت كنيسة لمدة تزيد عن 900 عام، استمر بناؤها خمس سنوات لتكون أكبر كنيسة مسيحيّة تشهد على روائع الفن البيزنطي، تتميز بقبّة واسعة يبلغ ارتفاعها 55.6 متراً وقطرها 32 متر،
وقائمة على أربعة أعمدة ضخمة يصل ارتفاع كل منها 24.3 متر، إلا أن القبّة الأصليّة قد تدمّرت بالكامل بسبب زلزال ضرب البلاد، وتم استبدالها بقبّة أخرى ولكن بارتفاع مختلف و تم دعم تلك القبّة الحديثة من خلال سلسلة من القباب الصغيرة والأروقة وحوالي أربعة أقواس ضخمة. أما جدرانها فكانت من الرخام المستورد من مختلف البلدان والمزيّنة بفسيفساء ذهبيّة اللون لامعة وأحجار كريمة. بالإضافة إلى احتوائه على أيقونات مسيحية أعلى السقف مثل أيقونة مريم العذراء.
من أهم العناصر المسيحيّة التي مازالت قائمة حتى الآن، عمود التعرق أو ما يعرف أيضاً بعمود التمنّي. ويعتقد البعض بقدرته على الشفاء وتحقيق الأمنيات. يقع العمود في الجزء الشمالي الغربي من الكنيسة، وهو واحد من بين 107 عمود آخر بها، ويغطّى هذا العمود بالكامل بالبرونز، ويقال إنه يشفي المرضى بسبب نعمة القدّيس جريجوري.
يوجد بالعمود فتحة صغيرة تتسع لوضع كف اليد بداخلها وهو من أهمّ عوامل جذب السياحة في اسطنبول، وبداخل تلك الفتحة أخرى أصغر حجماً لوضع إصبع الإبهام، ويقوم الشخص الذي يريد تحقيق أمنيته بلف إصبعه لفة كاملة دون رفعه من مكانه حتى تتحقق أمنيته، وهنا تكمن صعوبة التركيز على الأمنية وفي نفس الوقت لف الإصبع بتلك الطريقة.
يبلغ طول المبنى الرئيسيّ 82 متراً وعرضه 73 متراً وارتفاعه 55 متراً. يتضمن 9 أبواب.
آيا صوفيا المسجد:
تحولت الكاتدرائية إلى مسجدٍ بعد افتتاحها من قبل العثمانيين. وذلك في عام 1453 ميلاديّ، فغير اسمها الى اسلامبول ودخل الكنيسة فصلّى فيها أول جمعة بعد الفتح وجعلها مسجداً كبيراً يرمز في الاتجاه المعاكس لقوّة الدولة العثمانيّة وسيطرتها وبقيت مسجداً لمدة 481 سنة تقريباً . وقد زينت الجدران – بعد تحويله إلى مسجد – بكتابات للخطّاطين العثمانيين، كما أضيفت إليها أربع مآذن اسطوانية الشكل على الطراز العثمانيّ وتم إضافة العديد من الزخارف الإسلامية مثل كلمة لفظ الجلالة الله جل جلاله واسم النبي محمد عليه السلام بالإضافة إلى لوحات فسيفساء الفن البيزنطي وبعض قبور السلاطين العثمانيين وعلى محراب وعواميد وقبة كبيرة وضخمة و٤ مآذن ضخمة كبيرة للأذان
آيا صوفيا المتحف:
قام مؤسس الجمهوريّة التركيّة مصطفى كمال أتاتورك بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف عام 1934 ميلادي، هذا وقد منع الأذان في آيا صوفيا عند تحويلها إلى متحف حتى عام 2012 حيث رفع الأذان في آيا صوفيا لأول مرة بعد 78 عام من منعه وذلك في ذكرى يوم فتح إسطنبول.
آيا صوفيا يعود من جديد:
وأخيرًا في عام 2020، في العاشر من يوليو، ألغت المحكمه قرار وضع آيا صوفيا كمتحف وبعد هذا القرار أعقب رجوعها إلى مسجد وأقام فيها الصلاة بوجود الرئيس التركي الحالي وهنا قد تنتهي قصة آيا صوفيا أو لا تنتهي، فآيا صوفيا قصة لا تنتهي.