يعد جامع السلطان أحمد فى اسطنبول (المسجد الأزرق) (Sultan Ahmet Camii) من أشهر مساجد اسطنبول ؛ بل يعد من أهم و أضخم المساجد فى العالم الإسلامى ، و يحظى المسجد بإقبال سياحى كبير من العرب و الأجانب لزيارة المسجد فهو من أشهر المعالم السياحية فى اسطنبول ، يطلق على الجامع أيضاً اسم “المسجد الأزرق” نظراً لنقوشه الزرقاء التى تزينه من الخارج و من الداخل ، ترجع تسمية الجامع باسم السلطان أحمد نسبة إلى السلطان أحمد الأول الذى حكم الدولة العثمانية من عام 1603 ـ 1617 م ، تعرفوا من خلال هذا المقال عبر موقعكم “تركيا للعرب” على موقع جامع السلطان أحمد فى اسطنبول و مواصفاته من الخارج و من الداخل و نبذة عن السلطان أحمد الأول مؤسس المسجد
من هو السلطان أحمد الأول؟
هو السلطان العثمانى أحمد خان الأول (1590 ـ 1617 م) ،
و هو ابن السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثانى بن سليمان القانونى بن سليم الأول بن يايزيد الثانى،
بن محمد الفاتح بن مراد الثانى بن محمد الأول جلبى بن بايزيد الأول بن مراد الأول،
بن أورخان غازى بن عثمان بن ارطغرل،
و هو السلطان العثمانى الرابع عشر ، كان السلطان أحمد الأول شاعراً و له ديوان شعر مطبوع،
و قد حكم الدولة العثمانية و هو بعمر الخامسة عشر خلفاً عن أبيه السلطان محمد خان من عام (1603 ـ 1617 م)،
وكان عهده عهد حروب وثورات.
سبب بناء جامع السلطان أحمد:
جاء أمر السلطان أحمد ببناء المسجد بعد هزيمة ساحقة لجيوش الإمبراطورية العثمانية أمام الجبهات الفارسية و الأوستروهنجارية،
و قد أراد السلطان بهذا المسجد الضخم أن يترك أثر له فى المدينة يذكر الناس به،
و ينسيهم أعظم الإنتكاسات الحربية التى مرت بالدولة العثمانية و قد كان ما أراد.
موقع جامع السلطان أحمد فى اسطنبول:
يقع جامع السلطان أحمد فى مدينة اسطنبول فى البلدة القديمة (الجزء القديم من المدينة) و فى ميدان يطلق عليه نفس اسم المسجد،
و يقابل الجامع من الناحية الشمالية متحف آياصوفيا ، كما يقع ميدان السباق البيزنطى القديم (هيبودروم) بالقرب من جامع السلطان أحمد،
و قد تم بناء الجامع مكان قصر الأباطرة القديم الذى كان موجود فى هذا المكان.
بنى الجامع بين عامى 1609 ـ 1617 م بأمر من السلطان أحمد الأول؛
حيث تم الإستدلال على ذلك من خلال أحدى النقوشات المسجلة على أحد بوابات الجامع،
و قد أمر السلطان مهندسه المعمارى “محمد آغا” ببناء المسجد و الذى كان قد تتلمذ على يدى أشهر معمارى الدولة العثمانية “سنان باشا”،
و قد تم وصف العمل و مجريات البناء فى المسجد فى 8 مجلدات كاملة موجودة فى مكتبة قصر “توب كابى”،
قصة بناء مآذن المسجد الستة:
مسجد السلطان أحمد هو أول مسجد ضمن 3 مساجد فى تركيا لها 6 مآذن،
و هما جامع صابنجى المركزى فى آضنة ، و جامع حضرة المقداد فى منطقة ينى شهير فى مدينة مرسين.
كما أن للمآذن الستة قصة بناء معروفة حيث يقال أنه قبل توجه السلطان أحمد لآداء مناسك الحج أمر رئيس وزراؤه ببناء مآذن ذهبية للمسجد،
و كلمة ذهب باللغة التركية معناها “ألتين” و قد سمعها رئيس الوزراء بالخطأ “ألتى” و معناها باللغة التركية الرقم ستة،
كما قد واجه السلطان أحمد ببناء المآذن الستة انتقاد شديد حينئذ لأن المسجد الحرام وقتها كان يحتوى على 6 مآذن أيضاً،
و قد اعتبر هذا مقارنة أو تشبيه بالمسجد الحرام،
و عليه فقد أمر السلطان بإضافة مئذنة سابعة للمسجد الحرام لتصبح 7 مآذن بدلاً من 6 مآذن.
شكل الجامع الأزرق من الخارج:
يتكون الجامع من الخارج من 5 قباب ، و منها قبة رئيسية من أعظم القباب فى تركيا و للمسجد 8 قباب صغيرة ، و6 مآذن،
للمسجد أسوار مرتفعة يحيط به من 3 جهات و فى كل سورة 5 أبواب،
و 3 أبواب منها تؤدى إلى صحن المسجد الكبير و اثنان آخران فى قاعة الصلاة.
و يدل شكل تصميم جامع السلطان أحمد من الخارج على الخبرة المعمارية العثمانية التى تجسد نتاج قرنين من التطور المعمارى،
كما تم إضافة عناصر معمارية مسيحية بيزنطية عند التصميم و هى مأخوذة من متحف آيا صوفيا المقابل له.
شكل جامع السلطان احمد من الداخل:
للمسجد فناء فسيح بنى لعى نفس نمط فناء مسجد السليمانية و يتوسطه نافورة سداسية،
و للفنار بوابة صغيرة مزخرفة بزخارف معمارية عثمانية و يعلوها قبة صغيرة.
يعد المسجد من الداخل تحفة معمارية رائعة فهو على شكل مستطيل أطوال أضلاعه 64 م ، 72 م،
فى منتصف سقف المسجد من الداخل نجد قبة كبيرة قطرها 23.5 متر،
يحيطها 4 قباب صغيرة بها عدد كبير من النوافذ لإدخال الضوء للمسجد،
و هذا كله محاط بزخارف إسلامية معمارية تتنوع بين الذهبية و فنون النقوش التى رسمت آيات قرآنية فى غاية الإبداع،
يغطى جدران المسجد من الداخل 21043 بلاطة زخرفية من البلاط المصنع يدوياً فى مدينة ازنيق (البلاط الإزنيقى) ،
المحراب الموجود بالمسجد يمثل عنصر هام فى المسجد ، و هو محراب مذهب مصنوع من الرخام المنحوت بدقة بالغة و يزينه آيات قرآنية،
و نجد على يمين المحراب المنبر الذهبى المزخرف بروعة التصميم،
كما يوجد بالمسجد جناح سلطانى يقع فى الركن الجنوبى الشرقى للمسجد،
يضم الجناح منبر و حجرتين صغيرتين للمقيمين داخل المسجد ، و به 100 نسخة من القرآن الكريم،
و هى موضوعة على حوامل مصاحف مطعمة و مذهبة.
يعلو مكان الصلاة بالمسجد ثريات متدلية يزينها الأحجار الكريمة و مغطاة بالذهب.
يضم المسجد مدرسة لتعليم أمور الدين و مستشفى للعجزة و المعاقين.
كيف يمكن الوصول إلى جامع السلطان أحمد فى اسطنبول؟
يقع الجامع فى مكان معروف للجميع فى تركيا و يجاور محطة ترام سميت بنفس اسم الجامع،
يمكنكم ركوب خط ترام T1 و النزول إلى محطة السلطان أحمد بسهولة.
أوقات زيارة مسجد السلطان أحمد:
تختلف أوقات زيارة المسجد بحسب توقيت الصلوات الخمس فى اسطنبول حيث أن الزيارة تتوقف أثناء تأدية الصلوات،
و كذلك صباح يوم الجمعة حتى إنتهاء صلاة الجمعة ،